نبذة عن جبل قاسيون

يقع جبل قاسيون شمال مدينة دمشق، وقد تمتع بأهمية كبيرة لدى المتصوفة على مدى السنين، وهو يقدم إطلالة رائعة لمدينة دمشق القديمة، وفي فصل الشتاء تغطي الثلوج قمة هذا الجبل، أما في فصل الصيف فهو يعتبر ملاذاً مناسباً للهروب من حر الصيف الشديد بسبب جوه المنعش والجميل.[١]


يعد جبل قاسيون جزءاً لا يتجزأ من أجزاء العاصمة دمشق، وقد ورد ذكره في العديد من الروايات والقصص التاريخية والدينية، والأساطير المختلفة، وهو عبارة عن هضبة محدبة الشكل، وغير متناظرة، يًعتقد أنه تشكل خلال أوائل العصر الطباشيري المتأخر ضمن حقبة الكريتاسي السينوماني،[٢] ومن أهم المعلومات حول جبل قاسيون ما يأتي:


موقع جبل قاسيون

يتصل جبل قاسيون من ناحيتي الشمال والشرق بسلسلة جبال قلمون الممتدة إلى حمص، ومن جهة الغرب بسلسلة جبال لبنان، وهو يشرف على الغوطة، وله سفحان يقع الأول منهما على ضفته الشمالية وهو واسع ويُعرف باسم السفح الأعلى، وخالي من الماء، أما السفح الآخر الأدنى فيقع على الضفة الجنوبية منه، ويعد سفحاً مزدهراً ونضراً، ويفصل بين السفحان نهر يزيد.[٢]


سبب تسمية جبل قاسيون بهذا الاسم

يُعرف جبل قاسيون بالعديد من الأسماء الأخرى مثل جبل دمشق، وجبل الأنبياء، وجبل الشام، وجبل التين، أما بالنسبة لاسم قاسيون فيًعتقد أنه مستمد من القساوة، والتي اختُلف فيها بين القساوة المادية الفعلية لحجارته، أو القساوة لعدم نمو الأشجار على قمته.[٢]


وفي المقابل يعتقد البعض الآخر أيضاً أن اسم قاسيون غير مستمد من اللغة العربية، وهذا يعني أن اسم قيسون مستمد من الكلمة الآرامية "قيصون" وتعني النهائي أو الأقصى؛ إشارة إلى وقوعه في الحد الأقصى للمدينة، ثم تم إبدال الصاد سيناً، ثم تحول الاسم من قيسون إلى قاسيون خلال العصر الهلنستي، لتسهيل النطق باللسان اليوناني.[٢]


وفي رواية أخرى يُعتقد أنه قد تم اشتقاق اسم الجبل من الجذر الآرامي "ق ش ا" بمعنى القسوة، وجميع هذه الكلمات تُفيد معنى واحد يؤكد على صفة جبل قاسيون الصخري الأجرد.[٢]


أهم معالم جبل قاسيون

يضم الجبل العديد من المغارات الطبيعية مثل مغارة الدم، فوفقاً للأسطورة التي تروي الحكاية عندما قُتل هابيل على يد أخيه قابيل في تلك المنطقة، فإن دم هابيل قد لطّخ الجبل باللون الأحمر من سفحه حتى منتصفه، وأن الدم قد توقف عند تلك المغارة، وفي حال زيارة تلك المنطقة فإنه يمكن ملاحظة أن هناك آثاراً حمراء على بعض الحجارة هناك حيث تدور قصة الأسطورة، ويقع عند مدخل المغارة أيضاً محرابان، وعند الخروج من المغارة فإنه يمكن الوصول إلى داخل مسجد في الأعلى بواسطة العديد من الدرجات يضم العديد من المحاريب،[١] وقد تم بناؤه على يد الوالي العثماني أحمد باشا عام 1599م.[٣]


تقع عند سفح جبل قاسيون العديد من مقالع الحجارة الأثرية التي استُخدمت لتزويد مدينة دمشق بالحجر الكلسي الفاتح المستخدم في تصميمات الأبلق حيث يتم خلط الحجر الفاتح مع الداكن، والسائدة بكثرة في معظم مساجد ومدارس مدينة دمشق وقصورها القديمة، ويقع أيضاً عند سفح الجبل في حي الصالحية أيضاً مسجد وضريح العالم الصوفي الأندلسي ابن عربي الذي يُعتبر من قبل بعض الناس ولياً من أولياء الله الصالحين.[١]


وفي الجهة الجنوبية الغربية منه يقع نصب الجندي المجهول، وتمتد على سفوحه العديد من الأحياء السكنية المعروفة مثل الشعلان، والأكراد، والصالحية، والمهاجرين، والمالكي وأبو رمانة، والشركسية والجسر الأبيض، وغيرها الكثير، ومن المغارات الطبيعية فيه أيضاً مغارة الجوعية والشياح.[٢]


ويضم الجبل كذلك كهف جبريل الواقع بالقرب من مغارتي الدم والجوع، ويُعتقد بأنه الكهف الذي ورد في سورة الكهف، كما يضم الربوة، التي يعتقد بأنه ورد ذكرها في القرآن الكريم، في قوله تعالى: (وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين)؛ والمقصود بالآية هنا هي السيدة مريم وابنها عيسى عليهما السلام.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "جبل قاسيون "المقدس" لدى دمشق وأهلها"، الموقع الرسمي لتلفزيون سوريا، اطّلع عليه بتاريخ 3/9/2023. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "جبل قاسيون المسكن الأول لأهالي دمشق"، موقع إندبندنت العربية، اطّلع عليه بتاريخ 3/9/2023. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "جبل قاسيون.. شموخ دمشق ورئتها النقية"، صحيفة الأنباء، اطّلع عليه بتاريخ 3/9/2023. بتصرّف.